تضع التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تشهدها المجتمعات العربيّة، مسؤولية كبيرة على التعليم الديني في إخفاقاته المستمرة في إنتاج خطاب ديني متجدد يوازن ما بين الأصالة والمعاصرة، يحتضن القيم الإنسانيّة الكونيّة التي أسس لها النص الأول للدين الإسلامي وهو القرآن الكريم، والتي تنادي بالتعددية والكرامة الإنسانية بالإضافة إلى العلم والتعلّم ودور الإنسان في بناء الأرض.

يمتاز الخطاب الديني بقوته في التأثير على المجتمعات، بالتالي تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في تجويد وعصرنة محتوى هذا الخطاب، سواء كان خطابًا تقليديًا كخطبة الجمعة، أو الخطاب الديني في المؤسسات التعليمية، ما يجعل مهمة تطوير نظم لمساءلة وتقويم مصادر بث الخطاب الديني مهمة أساسية وعاجلة على طريق تجذير ثقافة المهنية الأخلاقية في إنتاج هذا الخطاب.

يأتي تأسيس هذا المرصد، من أجل تقديم إجابات جديدة لأسئلة وتحدِّيات العصر الراهنة، سواء فيما يتعلَّق بالنواحي الاعتقاديَّة أو السياسيَّة أو الاقتصاديَّة أو التربويَّة أو الحضاريَّة، مع الاستناد للقيم التنويريَّة التي جاء بها القرآن، والتي أصَّلت لكرامة الإنسان وحرّيته وحقوقه، ودعت إلى التعارف والحوار بين البشر، وإلى التفكُّر والسؤال وطلب الحقّ والحكمة.